كتاب للوزير المغربي السابق المساري
 




كتاب لوزير مغربي سابق عن الاساطير المؤسسة للفكر الاسباني حول المغرب


كتاب للوزير المغربي السابق المساري يناقش 'الاساطير' المؤسسة للفكر السياسي الاسباني حول المغرب

نزل إلى المكتبات الإسبانية هذا الأسبوع كتاب بعنوان 'المغرب اسبانيا: العلاقات الصعبة' لمحمد العربي المساري وزير الاتصال السابق، يقدم رؤية مغربية للعلاقات الثنائية بين البلدين، وهي رؤية تعرض لتاريخ هذه العلاقات وتتوقف عند محطات كبرى وخاصة خلال القرون الثلاثة الأخيرة.

والكتب باللغة الإسبانية حول العلاقات الثنائية موقعة من طرف مغاربة نادرة للغاية باستثناء كتابات عزوز حكيم، ويضاف إليها اليوم كتاب العربي المساري.

ونظرا لمضمون الكتاب الذي يعالج التاريخ المشترك والشائك، فمن الصعوبة بمكان اختيار عنوان آخر يكون انعكاسا وفيا لواقع العلاقات المتوترة باستمرار أحسن من العنوان الذي اختاره الكاتب.

ملفات عديدة يعالجها العربي المساري في كتابه، حيث يخوض مغامرة تقديم رؤية مغربية للعلاقات الثنائية، والمفارقة أنه رغم الحدة التي تطبعها يتخذ من العلاقات المتينة التي كانت تجمع بين الملك محمد الثالث ونظيره كارلوس الثالث في أواخر القرن الثامن عشر نقطة الانطلاق في سرد الأحداث ومعالجتها وكأنه يوحي بأن هذه العلاقات ليس محكوماً عليها بالمواجهة الأبدية.

يؤكد المساري أن الملكين استطاعا وقتها التوقيع على اتفاقية ذات دلالة تاريخية في العلاقات الدولية آنذاك وحتى الآن بالتنصيص على تكثيف الجهود لمواجهة القرصنة والقضاء على العبودية.

وبقدر ما أُسست تلك الاتفاقية لمأسسة العلاقات الثنائية بقدر ما خلقت ضبابية حول بعض الامتيازات التي اعتبرها الإسبان حقوقا مشروعة في شواطئ الصحراء، لينتقل الى الفصل المعنون بـ'قلعة بونيلي في الداخلة' وهي حادثة شهيرة في ملف الصحراء الغربية عندما أقام الضابط بونيلي مركزا للصيد في سواحل الصحراء، ويستغل ذلك لإعلان الحماية في الصحراء. لكن قبائل الدليم قامت بتدمير المركز وحاولت وضع حد للأحلام الاستعمارية الإسبانية.

وتعتبر حادثة بونيلي من الأساطير السياسية التي برر الإسبان من خلالها تواجدهم بالصحراء ومحاولة عزلها عن وحدة المغرب.

ويلتقط الكتاب لاحقا أهم المحطات الكبرى المعروفة لدى الرأي العام مثل الاستعمار الإسباني لشمال المغرب وحروب الريف ضمن أحداث أخرى حتى الحصول على الاستقلال الذي لم يكن سهلا كما ترويه بعض الكتب التاريخية.

ومن أهم الفصول في الكتاب ذلك المعنون بـ'حول فكرة المغرب الكبير'، التي حولها الإسبان إلى أسطورة من الأساطير المؤسسة للفكر السياسي الإسباني تجاه المغرب ووصف ما يعتبرونه الأحلام التوسعية للمغرب كلما طالب بالصحراء وسبتة ومليلية المحتلتين.

ويتعلق الأمر بالخريطة التي كان قد صاغها حزب الاستقلال غداة حصول المغرب على استقلاله والتي جعلت مساحة المغرب تمتد حتى نهر السنغال ومن ضمن شعاراتها 'موريتانيا المغربية'.

ويقول المساري أنه يجب وضع هذا المعطى في الإطار الجيوسياسي وقتها، إذ كان بديلا عن مشروع تصفية الاستعمار المزيف الذي كانت تقدمه فرنسا للمنطقة لخلق كيانات جديدة على حساب تاريخ شعوب المنطقة.

واختار كعنوان 'بيم بونغ' أي كرة الطاولة في وصفه لتعاطي الاسبان وخاصة الأحزاب السياسية مع ملف الصحراء الغربية.

ويرى المساري أن هذا الملف يشهد مفارقة حقيقية لا يمنح ولا يحرم الأحزاب من الأصوات لكن حضوره طاغٍ ولافت للنظر ويوظفه دائما الحزب الذي يتزعم المعارضة، وبعدما يصل إلى رئاسة الحكومة يصبح أكثر حذرا وأقل توظيفا سياسيا له.

ودائما في إطار المشاكل الترابية، لا يتردد في تشبيه إجراء رئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار باستعراض أسطوله الحربي وقوته العسكرية في جزيرة تورة صيف 2002 بما كان يحدث للمغرب من مظاهر استعراض القوة في شواطئ الأطلسي إبان بداية القرن العشرين من طرف القوى الكبرى وقتها.

وإذا كان الكتاب يزخر بمعالجة الأحكام المسبقة، فالمساري يذكّر القارئ أنها ما زالت جاثمة في المخيال الإسباني حتى وقتنا هذا بسبب ثقل التاريخ، ولا يتردد الإسباني في اعتبار المغرب مصدر الخطر الدائم والقادم من الجنوب ويستعمل مصطلحات ذات دلالات قوية مثل 'الجار المزعج' و'الشقيق الخائن'. وبينما يستمر الاسبان سجناء تاريخهم ونظرتهم للمغرب، فهذا الأخير بدأ يتحول إلى الشريك المفضل للاتحاد الأوروبي.

حسين مجدوبي من مدريد

10/06/ 2009
(القدس العربي)

 

 

 


      
Accueil    Photos   videos   Music   Association  Contact

 
   
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement