حقائق الانتخابات بالناظور
 


بعد الإعلان عن النتائج المرة للانتخابات، ستسعى الأقلام المأجورة وألسنة السوء لقراءتها بشكل يخدم مصالح السلطة، سيتكلمون مرة أخرى عن مسؤولية الأحزاب وخطاب التيئيس، وسيقولون بأن نسبة المشاركة تضاهي ما يتحقق في الدولة المتقدمة وأن هذه النسبة حقيقية عكس النسب المرتفعة التي كانت تعلن في السابق أيام التزوير الفاضح على عهد إدريس البصري
ونحن من جهتنا من حقنا أن نشكك حتى في تلك النسبة الهزيلة التي تشارك لأننا نفتقد آلية قانونية وتنظيمية لمراقبة سير العملية الانتخابية، ولأن ضمن هذه النسبة العامة عشرات الآلاف من البطائق الملغاة، وضمنها كذلك من شارك تحت ضغط بعض رجال السلطة الذين يشترطون على المواطنين الإدلاء بصوتهم مقابل حصولهم على وثائق إدارية، وضمنهم كذلك من صوت مقابل مبلغ مالي أو امتياز إداري
لذلك نقترح وجوب تحليل سوسيولوجي لهذه الظاهرة الانتخابية في بلادنا وسنتقدم أكثر لو درسنا فقط تلك البطائق الملغاة لأنها على الأقل، تعبر عن أكبر رأي ضمن المصوتين. فهل تمتلك السلطة الجرأة لذلك؟ وهل تمتلك الشجاعة لإنجاز دراسة ميدانية عن أسباب عزوف المواطنين؟ نشك في ذلك
انتهت الانتخابات وإنتهى معها أسبوع العسل وسيعود المواطنون لمعاناتهم اليومية مع النقل العمومي الرديء والأسعار المرتفعة وغلاء المعيشة والطرقات المحفَّرة والأوساخ المنتشرة وما إلى ذلك من الكوارث الجاثمة على الصدور والتي لا تترك للمغاربة فرصة لالتقاط الأنفاس والتفكير في المستقبل
انتهت الانتخابات لتبدأ حلقة أخرى من الفساد السياسي وهي التي تتعلق بتشكيل الأغلبية.. فللأسف نمط الاقتراع المعمول به –عن سبق إصرار- لا يفضي إلا إلى بلقنة سياسية وأقليات عددية تحتاج إلى تحالفات غير طبيعية لتشكيل الأغلبية، وهذا سيفتح الباب على مصراعيه لعملية البيع والشراء.

 وسترتفع أسهم البورصة الانتخابية في زمن تشكو فيه البورصة الاقتصادية من الركود نتيجة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي لم يفلحوا في التغطية عليها .. وسلام على تخليق الحياة العامة
وبعد ذلك ستستفيق المجالس المنتخبة على وقع الحقائق المرعبة وحينها ستتبخر الوعود وسيكتشف الجميع أنه تحت سلطة وصاية شاملة ومتشددة، قبل وأثناء وبعد عمل المجلس
حينها سيكتشف المنتخَبون والمنتخِبون والمقاطعون أن لا شيء تغير وأن لا صوت يعلو على صوت المخزن الغارق في المركزية والتسلط
إنها حقائق الانتخابات المغربية نقولها ونحن كارهون.

مواطن أم كبش ؟؟

أمّا ونحن نتكلم عن الانتخابات في مدينتنا الحبيبة، التي أضحت تحت وطأة و تسيير تجار المخدرات، فلا داعي للحديث عن خروقات السلطة ولا عن نوعية المرشحين الصعاليك الأنذال، وإنما الحديث عن سكانها المغفلون من جهة و المنافقون و الحسّاد من جهة أخرى.

فسكان الناظور في انتخابات المجلس البلدي الأخيرة انقسموا إلى 4 فئات

- فئة قليلة أعطت أصواتها للوائح التي رأت فيها أنها تستحق تسيير المجلس البلدي للناظور نظرا لتجربتها و نزاهتها..

-فئة باعت ضميرها و مدينتها لتجار المخدرات و اللصوص، فأضحوا أكباشا تزايدت عليهم أطماع هؤلاء اللصوص اللذين يرون في المجلس البلدي ضوء أخضر لقضاء مصالحهم الغير قانونية، حيث وصل ثمن الكبش الواحد إلى حدود 1500 درهم في الساعات الأخيرة من التصويت.

-فئة امتنعت عن التصويت لأنها ضد هذه اللعبة و تعرف أن السلطة تحرفها وتسيرها كما تشاء.

-كما تجدر الإشارة إلى أن هناك من يمتنع عن التصويت رغم علمه بوجود لوائح في المستوى وأنها تضم وكلاء لائحة من الفئة المثقفة.... و هنا أضع علامة استفهام كبرى ؟؟؟؟ عن ماذا يعبر هؤلاء ؟؟ حسد ؟ رجوع إلى الجاهلية و حب النفس ولو على حساب الصالح العام ؟ أم لغرض في نفس يعقوب ؟

 أسئلة كثيرة لعديمي الضمير لا داعي لذكرها.....

 لكن نختم بسؤال أخير، ليس لهؤلاء بل للمرشحين أصحاب المبادئ و الغيرة . حيث تأسفنا عن تركهم للأرضية خالية للصوص....

 هل لا زالت رغبتكم في النضال من أجل الصالح العام قائمة أم أن المنافسة مع تجار المخدرات و تلاعب السلطة تجعلكم تفكرون في رأي آخر؟؟    

 

مراد مجلد

viverif@hotmail.com

 

 

حقائق الانتخابات بالناظور
 
   
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement