فتح الناظور، بين الأمس و اليوم.
 


فتح الناظور، بين الأمس و اليوم.

 

 

من الصعب على الجمهور الرياضي الناظوري ،نسيان إحدى أعمدته و أقطابه،و التي شرفت الرياضة بالإقليم،حيث أعادتها إلى الواجهة،بعد غياب دام أزيد من عقد من الزمن،تحديدا بعد إنحدار الهلال الناظوري سنة 1989،إلى قسم الهواة بعدما كان يلعب بالقسم الوطني الأول لكرة القدم، مع ثلة من كبار الأندية  التي لمع نجمها ،في تلك الحقبة ،أواخر الثمانينات.

يتعلق الأمر بفريق الفتح الرياضي الناظوري ، ذالك النادي،الذي تحدى الصعاب ،و نفض الغبار عن كرة القدم ،بعد أن قبع لسنوات طوال بدوري الهواة،ليس فقط على صعيد إقليم الناظور،بل حتى على صعيد الجهة الشرقية،حيث تمكن موسم 2001/2002 من إقتناص بطاقة الصعود، نحو القسم الثاني للمجموعة الوطنية الثانية،بعد تصدره للترتيب العام منذ أولى دورات البطولة، والتي ضمت حينها، كبار المنافسين،أمثال شباب الريف الحسيمي،الهلال الناظوري النهضة البركانية…..إلا أن زعامته  للبطولة،لم تشفع له إلا بإجراء مباراة السد الفاصلة،والتي إبتسمت له،لتعيد معها الجماهير الغفيرة إلى  تلك المدرجات الإسمنتية،التي لم يتغير فيها شيء،لتبقى شاهدة على القساوة و التهميش، التي  عاشتها و مازالت تعيشها الرياضة بالناظور.هذا الصعود،كان فأل خير، و فتح باب الصعود، في وجه باقي أندية جهة الشرق،التي تيقنت أن كل شيء يتحقق بفضل العزيمة و العمل المخلص،والتسيير النزيه .

لكن هذا الوافد الجديد، لم يعمر طويلا بالقسم الثاني نخبة،حيث إكتفى بلعب أربعة مواسم كانت أولاها  أهم ما حققه النادي طيلة مساره و تاريخه الرياضي،إذ إحتل المرتبة الرابعة، حيث لقب حينها، بظاهرة الموسم،وكاد وشيكا، من تحقيق حلم  الصعود لحظيرة القسم الأول، لولا بعض الأخطاء على مستوى التسيير،دون إغفال قلة تجربة اللاعبين، في دوري من هذا الحجم.

إنحدار إعتقد معه الكل،أن النادي سيحاول إستعادة ما خسره في ظرف وجيز،إلا أن الرياح هبت بما لا تشتهي السفن،حيث نزل في الموسم الموالي، نحو القسم الثاني هواة،وظل به،إلى حدود هذه الدورات..

ويعد الموسم الحالي، من بين المواسم التي يحقق فيها النادي نتائج جيدة، تتجلى في ريادته للترتيب  العام،وهذا ما يؤكد على أن النادي مستعد لتحقيق الصعود،والعودة لمكانته الطبيعية.

وللحديث عن ما يعيشه فريق فتح الناظور،في هذه الظرفية ،من مشاكل وأمور تخص إدارة النادي و اللاعبين،إرتأت صحيفة الرياضة،لهذا العدد، إجراء الحوار التالي ،مع عميد الفريق،اللاعب المخضرم،فؤاد أيوجيل،تحدث خلاله عن الأجواء بالبيت الفتحي ،في غمار المنافسات الحالية.

رضا سباعي:بداية،نود منكم تقريب القراء،من شخصيتكم والحديث عن نبذة من مسارك مع فريق الفتح الرياضي:

فؤاد أيوجيل:  فؤاد أيوجيل من مواليد مدينة الناظور 23 دجنبر من سنة 1979 ،لاعب كرة قدم ،عشت  كأي رياضي ،مرحلة الطفولة مولوعا بكرة القدم،حيث شاركت في بطولة الأحياء مع مجموعة من الأصدقاء،ونظرا لمستواي المقبول في فن هذه اللعبة،إقترح علي بعض  المقربين ،والمتتبعين للشأن الرياضي،الإنضمام لمدرسة الفتح الرياضي،لصقل موهبتي والإستفادة أكثر من نصائح و تجارب بعض الأطر الوازنة التي تسهر، على تأطير الفئات الصغرى،وبالفعل تحقق مبتغاهم،حيث إنضممت للنادي سنة 1994 ،و تدرجت في جميع أسلاكه، إذ لعبت خلالها، مجموعة من المقابلات ، ليتحسن معها مستواي و مردودي التقني،وهذا ما خول لي اللعب مع الفريق الأول،أجرينا خلالها مقابلات هامة،كان من أهمها تحقيق الصعود نحو حظيرة القسم الوطني الثاني، موسم 2001/2002 .وتعتبر تلك المرحلة من أسعد اللحظات التي عشتها كرياضي ، حيث مثلت خلالها مدينتي أحسن تمثيل ،وزادت بهجتي بعودة الجماهير الغفيرة، إلى الملعب البلدي و التي كانت تحج منذ ساعات مبكرة قبل بداية المقابلات، بعد عزوف دام طويلا.حقا لحظات  سعيدة ستبقى في ذاكرتي مهما حييت.

رضا سباعي:كيف جاء هذا الصعود،و كيف كان مسار النادي بدوري المجموعة الوطنية الثانية طيلة المواسم الأربع التي قضاها قبل الإنحدار إلى دوري الهواة:

فؤاد أيوجيل: فحقيقة،كل شيء يهون بفضل تكاثف الجهود،اللاعبون من جهة،والمكتب المسير من جهة أخرى ،قصد توفير الظروف المريحة للتباري،حيث جاء صعودنا بعد تصدرنا للترتيب العام منذ أولى الدورات،تلتها مباراة السد التي وفقنا من بلوغها،فكان أول موسم لنا أكثر من الممتاز،إذ إحتللنا المركز الرابع ،ولم تدخل شباكنا خلال اللقاءات التي إستقبلناها داخل ميداننا، سوى هدفين إثنين أمام أولمبيك آسفي ،وأمام أنظار جماهير غفيرة، التي كانت تضحي و وتتواضع بحظورها إلى المهزلة التي تسمى الملعب البلدي لا لشيء ،سوى حبا للفريق و حبا للمدينة.

وكانت المواسم  الثلاث الموالية،عادية من حيث النتائج المحققة،في حين سيبقى الموسم الرابع أسوء فترة عشتها  ضمن مساري الرياضي،بحيث إحتتلنا الصف الأخير منذ دورات عديدة،أرغمنا خلالها على توديع مجموعة النخبة،بفعل سوء التسير،إضافة إلى بعض الأيادي الشريرة التي أرادت السوء بالنادي.وبالنسبة لي،كواحد من أبناء الفريق،تبقى تجربة ناجحة على العموم،وبصمة بارزة،سيتذكرها كل عاشق للرياضة بالناظور.

رضا سباعي:هل تظنون أنكم  قادرون هذا الموسم، على إعادة ما حققتموه سابقا،لا سيما وان تركيبتكم البشرية غنية، بلاعبين مخضرمين،وهل سبق لكم أن فكرتم في ولوج باب الإحتراف؟

فؤاد ايوجيل: أظن أن هذا الموسم ،سيكون حليفنا بإذن الله،نظرا لتوفرنا على فريق قوي يضم في صفوفه أسماء بارزة،أعطت الشيء الكثير للأندية المحلية،نتحدث عن أكرم أشن العميد السابق للهلال الناظوري،إضافة إلى سمير بوعرورو ،و نجيم أبجاما،وهذه أسماء مخضرمة لها خبرة كبيرة في مناسبات كهذه، مما سيعود بالنفع على الفريق،دون أن نغفل  أبناء النادي الشبان أمثال الزهراوي الذي سبق أن أعير للنهضة البركانية حين كانت تمارس بالقسم الثاني،و الهداف  عمرالبرداعي،الذي جاور كذالك المغرب التطواني،ويبقى نور الدين هرواش من الأسماء الوازنة ومن خيرة خريجي مدرسة الفتح، التي شرفت فتح الناظور و أدخلته باب الشهرة و النجومية،حيث تم تسرحه لنادي الرجاء البيضاوي،ومن ثم إلى الدفاع الجديدي،قبل أن يلتحق بشباب الريف الحسيمي.

أما بالنسبة لي ،فلقد تلقيت مجموعة من العروض من طرف مجموعة من الأندية الوطنية، من أهمها الكوكب المراكشي،الدفاع الجديدي،النهضة البركانية،آخرها عرض المولودية الوجدية،إلا أن جميعها كللت بالفشل ،ولم يكتب لها النجاح،نظرا للرفض  الذي قوبلت به من طرف المكتب المسير، بدعوى ضعف القيمة  المالية.وهذا ما حتم علي البقاء ضمن صفوف النادي دون تغيير الوجهة.

رضا سباعي: ماهي دعامات الفريق المالية بالنسبة لهاته السنة،وهل هناك دعم حقيقي من طرف الساهرين على الشأن الرياضي بالإقليم خصوصا و أنكم تلعبون من أجل الصعود:

فؤاد أيوجيل:أظن أن هم الأندية الوطنية واحد،ألا وهو العائق المالي الذي يحول دون تحقيق المبتغى المنشود،فبالنسبة  لهذه السنة لم يتوصل النادي بعد بالمستحقات المالية من طرف المجالس المحلية،مبالغ وإن كانت ضعيفة،إلا أنها تفي بالغرض وتسد جانبا على الأقل،وفي ظل هذا الغياب ،يقوم رئيس النادي،السيد البشير بمجهودات جبارة وبشكل فردي، قصد توفير كل ما يلزم للاعبين  من مستلزمات رياضية،كما لا أخفي عليكم  نزاهته في التسير،والتي تتجلى في توصلنا بالمنح و الرواتب الشهرية،في الآجال المحددة سلفا.وهذا ما يشجعنا كلاعبين على تقديم كل ما في وسعنا لإرضاءه،كعربون شكر على الخدمات المقدمة لنا من طرفه.دون أن نغفل مجهودات  السيد البكاي ،الذي تولى قيادة سفينة الفتح،و النتائج المحققة على صعيد البطولة،وكأس العرش،دليل واضح على حنكته ورغبته الجامحة لتحقيق الأفضل،لا سيما وأنه  واحد من أبناء النادي.

رضا سباعي:ككلمة أخيرة ماهو النداء الذين تودون توجيهه نحو الرأي العام المحلي ،و الوطني:

فؤاد أيوجيل: في البداية،ونيابة عن سائر أندية الإقليم ،أتمنى من المسؤولين البث في إخراج مركب رياضي إلى حيز الوجود،لأنه عيب و عار على مدينة كمدينة الناظور، أن تتوفر على مهزلة، تدعى بالملعب البلدي،كما لا أنسى توجيه دعوة للجمهور الفتحي، للوقوف إلى جانب فريقهم ومساندته إذ أنه سيقول كلمته إن شاء الله في القريب العاجل،وأوجه نداءا آخرا، مغتنما هذه الفرصة موجها،صوب أعيان المدينة قصد الدعم المالي ،الخيار و السبيل الأنجع للإستمرارية،و لتحقيق الألقاب والتمثيل الحسن.

 

 

حاوره:رضا سباعي

الناظور

 
   
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement